وحدة التربية العقلية والمنهجية : أدب الحوار والتشاور في الإسلام
التمهيد :
دعا الإسلام إلى مبدأ الحوار والتشاور، واعتمدهما في تبليغ الدعوة الإسلامية. فما
المقصود بالحوار؟ وما المقصود بالتشاور؟ وما هي الضوابط والآداب التي وضعهما
الإسلام لهما؟
قراءة النصوص :
- قال تعالى: "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" .
- ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
الشرح اللغوي:
استجابوا لربهم: آمنوا وأطاعوا أمره.
أمرهم شورى بينه: يتبادلون الرأي فيما بينهم.
بالحكمة: بالأسلوب المناسب.
جادلهم: ناظرهم وحاورهم.
مضامين النصوص:
1- مدحه سبحانه وتعالى للمؤمنين الذين يتصفون بمجموعة من الأوصاف والآداب
المتجلية في التزام الشورى وتبادل الآراء في أمورهم ومشاكلهم.
2- بيانه عز وجل المنهج الرفيع الذي ينبغي أن يتصف به أهل الدعوة إلى الله تعالى وما
ينبغي عليهم الاتصاف به في محاوراتهم للغير ممن يدعون من الناس.
تحليل المحور الأول: مفهوم الحوار والتشاور
يعتبر الحوار والتشاور من أهم مسالك الدعوة إلى الله، والحوار هو الحديث الذي يجري
بين شخصين حول قضية معينة. والتشاور هو تبادل الآراء ووجهات النظر حول
موضوع معين.
امرنا الإسلام بالتزام هاذين المبدأين لإيجاد الحلول الناجعة لما تغوص فيه الأمة من
مشاكل ولطرح الخلاف والوصول إلى توافقات، حيث نجد الرسول صلى الله عليه وسلم
يوصي أصحابه بالشورى فيما بينهم حتى لا يسود الاستبداد بالرأي. كما مدح الله تعالى
عباده المتصفين بالشورى لما لها من آثار ايجابية في وحدة المجتمعات وتماسكها
تحليل المحور الثاني: آداب الحوار والتشاور
الآداب نذكر منها:
- الحوار بالتي هي أحسن: أي الحوار بأحسن الأساليب للوصول إلى قلب المستمع
وإقناعه.
- التواضع أثناء الحوار: بدون التباهي أو المفاخرة حتى لا يضيع الغرض من الحوار.
- حسن الاستماع والإصغاء إلى المحاور: وذلك بعدم مقاطعته والصبر عليه حتى
- استشارة الغير: وعدم الاستبداد بالرأي والتعصب للرأي الشخصي.
- عدم التسلط: على الجماعة والاستبداد برأيه.
تعبيراتتعبيرات